تأثير البحث التوليدي المدعوم بالذكاء الصناعي:
كتب الأستاذ المساعد في جامعة “تكساس إيه أند إمز” (Texas A&M’s) “رافي سِن” (Ravi Sen) مقالا تحت عنوان “تهديد الشركات التقنية وعلى رأسها “جوجل” مستقبل قطاع تحسين محركات البحث الذي تبلغ قيمته 68 مليار دولار باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي”.
يتوقع “سِن” أن تقضي أدوات الذكاء الاصطناعي على الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تجني أرباحها من خدمات تحسين محركات البحث. تختلف الآراء بشأن مستقبل قطاع تحسين محركات البحث، في حين، يتنبأ بعض خبراء التسويق بأن أدوات الذكاء الاصطناعي ستحدث تغييرات جذرية في هذا المجال لكنها لنْ تقضي عليه كليا، ثمة عدد كبير من مقاطع الفيديو التي تتحدث عن مستقبل القطاع وتقدم تقنيات جديدة للتلاعب بخوارزميات محركات البحث.
تحسين محركات البحث:
تحسين محركات البحث هي مجموعة من التقنيات التي يستخدمها خبراء التسويق لزيادة ظهور الموقع الإلكتروني في نتائج بحث الجمهور المستهدف، وتعمل محركات البحث وفق الخطوات الآتية:
1. الزحف:
تزحف محركات البحث مثل “جوجل” إلى المواقع الإلكترونية باستخدام تكنولوجيا يطلَق عليها اسم “بوت محرك البحث” أو “العنكبوت”، وتزور هذه التقنيات المواقع الإلكترونية، وتتبع الروابط الموجودة ضمنها من أجلِ الوصول إلى مزيد من المواقع.
2. الفهرسة:
تخزَّن البيانات التي جمعتها الأداة في المرحلة السابقة ضمن فهرس يحتوي على جميع الروابط المشابهة.
3. الترتيب:
يرتِّب محرك البحث المواقع الإلكترونية التي يصل إليها بحسب الكلمات المفتاحية، ونوع المحتوى المنشور في الصفحة، وتحديثات الصفحة، وتفاعلات المستخدمين مع الموقع الإلكتروني في السابق.
4. النتائج:
يعرض المحتوى بعد ذلك في صفحة نتائج محرك البحث.
آلية عمل محرك البحث:
يعتمد تحسين محركات البحث على بيانات سلوكات المستخدمين من أجل ضمان ظهور الموقع الإلكتروني في نتائج بحث الجمهور المستهدف. لا يريد المستخدم أن يهدر وقته في البحث بين الصفحات والروابط، بل إنه يفضل الحصول على الجواب الذي يحتاج إليه بأقصى سرعة ممكنة.
يصل 9% فقط من المستخدمين إلى أسفل الصفحة الأولى من نتائج البحث، ويعتمد مبدأ عمل تحسين محركات البحث على هذه البيانات في إظهار الموقع الإلكتروني ضمن نتائج البحث.
يفضل معظم الأفرادِ استخدام “جوجل” على محركات البحث الأخرى مثل “بينغ” (Bing)، و”ياهو” (Yahoo)، و”داك داك غو” (DuckDuckGo)، ويعتمد معظم العاملين في مجال التسويق على مبدأ عمل جوجل في ترتيب نتائج البحث في تحسين محتواهم.
لقد أثبت محرك بحث “جوجل” فاعليته في إظهار المحتوى الذي يحتاج إليه المستخدم في نتائج البحث، ويعتمد “جوجل” في ترتيب نتائج البحث على عوامل الخبرة، والتجربة، والمصداقية، والموثوقية، إضافة إلى مجموعة من العوامل التقنية مثل تجربة المستخدم وسرعة تحميل الصفحة.
يستخدم خبراء التسويق مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات لتحقيق شروط ومعايير عناكب “جوجل” وتحسين الموقع الإلكتروني وضمان ظهوره في نتائج البحث.
استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في تحسين عمليات البحث:
أطلقت شركتا “جوجل” و”مايكروسوفت” (Microsoft) برامج ذكاء اصطناعي توليدي تقدم ميزة البحث، وذلك عبر “مختبرات جوجل” (Google Labs)، ومحرك “بينغ” التابع لشركة “مايكروسوفت”.
يحتوي موقع “بينغ” على نافذة تقع تحت شريط البحث، وتستخدم لطرح الأسئلة على بوت الدردشة، وهي مبينة في الصورة أدناه:
ما زالت أداة البحث التي أطلقتها شركة “جوجل” قيد الاختبار؛ ويمكنك أن تجربها عبر زيارة صفحة “مختبرات جوجل” عن طريق الضغط على أيقونة الإناء الموجودة في الزاوية اليمنى العلوية من الشاشة، والمبيَّنة في الصورة أدناه:
يتمُّ توجيهك بعد ذلك إلى صفحة “مختبرات بحث جوجل” (Google Search Labs) لكي تجرِّب أداةَ البحث بالذكاء الاصطناعي.
تعرِّف مدوَّنة “آي بي إم” (IBM) أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي على أنَّها “نماذج تعلم عميق تقدم ميزة إنشاء النصوص، والصور عالية الجودة، وغيرها من أشكال المحتوى بناء على البيانات المخزنة ضمنها”. تعتمد أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي على الأنماط الموجودة في البيانات في إنتاج المحتوى، وهي تستخدم ما يسمى “معالجة اللغة الطبيعية” (NLP) في إنشاء المحتوى النصي.
تصمم نماذج معالجة اللغة الطبيعية بناء على كميات هائلة من النصوص، وهي تستخدم نفس نوع التنبؤات في إنشاء محتوى نصي يتوافق مع النموذج المطلوب.
تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي مثل “شات جي بي تي” (ChatGPT) هذه العملية من أجل فهم السؤال المطروح وتقديم جواب دقيق.
مستقبل أدوات تحسين محركات البحث:
يشرح “بيلي رايت” (Billy Wright) الخبير الاستراتيجي في مجال تحسين محركات البحث في شركة “دايريكت أونلاين ماركيتينغ” (Direct Online Marketing) أنَّ معظم العاملين في هذا المجال يتوقَّعون أن تؤدي تجربة البحث التوليدي إلى تخفيضِ عدد الزيارات المجانية في معظم المواقع الإلكترونية بحوالي 20-75%.
هذا التوقُّع منطقي؛ لأنَّ المستخدم لن يحتاج إلى الدخول للمواقع الإلكترونية عندما يحصل على أجوبة جاهزة من أدوات الذكاء الاصطناعي.
يشرح “رايت”: “لم تعد كتابة المحتوى المتوافق مع أسئلة “جوجل” فعالة في جلب الزوار كالسابق بعدما تحول “جوجل” إلى عرضِ إجاباته ضمن نتائج البحث التوليدية، وتفرض هذه المعطيات الجديدة ضرورة التركيز على مصداقية الموقع الإلكتروني وتوسيع صفحات المنتجات والمواقع الخاصة بك لكي يفضل “جوجل” موقعك الإلكتروني على منافسيك”.
يتابع الكلام بقوله: “ما هي المعايير المعتمدة لاختيار موقع إلكتروني يقدم منتجا أو خبرا ما دونا عن غيره في نتائج البحث؟ يجب التركيز على بناء مصداقية الموقع الإلكتروني عن طريق توضيح الهوية، وإثباتات الخبرة، وأسباب تفوقك على المنافسين”.
في الختام:
يتوقَّع خبير تحسين محركات البحث “جيسي كانينغهم” (Jesse Cunningham) أن الشركات ستضطر لإنشاء محتوى هادف ومفيد في المرحلة المقبلة لكي تضمن نجاحها، ويقول في هذا الصدد: “أشجع رجال الأعمال على إعطاء الأولوية للمحتوى الذي يقدم معلومات مفيدة للجمهور المستهدف، أعتقد أنَّ المرحلة المقبلة تحتاج إلى التركيز على إعداد محتوى يقدم معلومات قيمة يستفيد منها الجمهور المستهدف.
يجب إنشاء محتوى يحقق المعايير والاشتراطات التقليدية لتحسين محركات البحث، ويضيف معلومات لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يأتي بمثلها، هذا أشبه بقيام شركة مالية باستخدام بيانات داخلية مجهولة المصدر لإنتاج إحصاءات حصرية لا تتوفر في أي مكان آخر على الإنترنت”.
اكتشاف المزيد من مباشر التقنية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.