مستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي:
يُعدُّ التعليم في زمننا هذا سلاحَ الفرد وقوَّته القادرة على تغيير حاله والنهوض بأمَّته، لذلك جاء الذكاء الاصطناعي بأدواته وتطبيقاته ليطوِّر من مستقبل التعليم، فهو يهدف إلى تطوير النظام التعليمي من خلال قيامه بمهام تتطلب جهداً وذكاءً فائقاً.
أصبح التعليمُ في عصر الذكاء الاصطناعي أيسَرَ على كلٍّ من الطلاب والمعلِّمين، بسبب قدرتهم على مواكبة التغييرات الحاصلة في ظل التطور السريع من خلال مساندتهم بالذكاء الاصطناعي.
إضافة إلى ذلك، يتوقع الخبراء أن يصبح مستقبَل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي أمراً ناجحاً من خلال استخدامه المَرِن والقدرة على تقديم محتوى وطرائق لهم تُناسب احتياجات العملية التعليمية، وذلك من خلال الاهتمام بمستويات الطلاب وتحسين كفاءة وجودة العملية التعليمية وتحفيز الطلاب على التعلُّم بأقل جهد وأكثر ذكاء.
كما يساعد الذكاء الاصطناعي على الجمع بين التعليم العادي والتعليم عن بُعد معاً، من خلال استخدام مجموعة من الفيديوهات والكتب والألعاب؛ فتساعد هذه الطريقة المعلمين على زيادة التفاعل معهم وتحسين مهاراتهم في الإعطاء؛ من خلال تقديم استراتيجيات خاصة تدعم عملية التعليم.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحسين مستقبل التعلم:
ظهرت في الوقت الحالي ثورةٌ تعليميةٌ بسبب ظهور الذكاء الاصطناعي، لذلك يتوقَّع الخبراء مستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي أمراً ناجحاً في حال أدرك المعلمون والطلاب كيفية استخدامه استخداماً إيجابيَّاً يدعم العملية التعليمية، فهو يبسِّط المهام المُلقاة على عاتقهم بعيداً عن جوِّ المتاعب الذي قد يصيبهم.
من تطبيقات مستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي:
- يُبسِّط عرض المعلومات من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي القادرة على تحليل وتلخيص كميات كبيرة من المعلومات بسرعة ودقَّة كبيرة، فهو يُبسِّط استيعاب الدروس من خلال إنشاء نسخ مختصرة منها، وبداخلها المعلومات الكاملة.
- عدم الصعوبة في الذهاب إلى المدرسة، فيمكن للطالب من خلال الذكاء الاصطناعي الجلوسَ في منزله دون وجود عناء الذهاب، فقط من خلال وجود إنترنت لديه، وهنا سيصبح الأمر للذكاء الاصطناعي في تولِّي مهمة عرض الدروس الواجب إعطائها وتنسيقها وفق الجدول المحدَّد للطالب.
- إنَّ الذكاء الاصطناعي قادرٌ على مساعدة المدرِّسين والطلاب على مدار اليوم وفي أي ساعة كانت، فيمكن من خلاله الإجابة عن استفساراتهم وتقديم المساعدة لهم تقديماً فوريَّاً دون انتظار الرد من أحد.
- من خلال الذكاء الاصطناعي تزداد جودة المنهاج التعليمي، فهو يساعد القائمين على هذه المَهمَّة دون وجود أيِّ خطأ ناتج عن البشر.
شاهد بالفديو: الذكاء الاصطناعي في التعليم هل يحل الروبوت محل المعلم
أدوات الذكاء الاصطناعي التي تُستخدَم في عملية التعلم:
تُعدُّ أدوات استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية التعليم ناجحة في حال أحسن الفرد استخدامها والعمل بها بما يلائم مقتضيات المصلحة التعليمية، فهي توفر الوقت والجهد على المعلِّمين وتزيد من كفاءة الطالب، ومن هذه الأدوات:
1. مدرِّب متحدِّث للباور بوينت:
تساعد هذه الأداة المعلمين على تقديم عروض تقديمية وتشويقية وجذَّابة تساعد الطالب على الاستيعاب، ويمكن من خلال هذه الأداة مساعدة المعلِّم على تحسين تقديمه من خلال تحليلها لصوته ونغمته في أثناء الشرح، ثم في النهاية تعطيه اقتراحات لتحسين أسلوبه.
هو من أفضل الأدوات التي تُستخدَم بُغية الحصول على عروض مفيدة تساعد على تنمية العملية التعليمية، ويمكن الحصول على هذه الأداة مجاناً أو من خلال الدفع، فالاشتراك بها يعني تقديم ميِّزات في العروض أكثر تفصيلاً.
2. أداة مُنظَّمة العفو الدولية التكوينية:
تساعد هذه الأداة المعلمين على تقييم أداء طلابهم تقييماً جماعيَّاً دون تضييع الوقت بالتقييم الفردي لكل طالب، فهو يساعدهم أيضاً على تعديل سلوكهم التدريسي بما يناسب مصلحة الطلاب، إضافة إلى توفير الوقت لهم من خلال أتمتة الدرجات دون الحاجة إلى تصحيح أوراق كل طالب على حدة، كما تساعد على تقديم رؤية مستقبَل كل طالب ليصبح المعلمُ قادراً على وضع خطط للدروس تناسب قدراتهم، فهي صُمِّمت خصيصاً لتلبية احتياجات الطالب ولدعمه في تحقيق النجاحات العلمية في حياته.
الآثار الإيجابية لمستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي:
يُعدُّ مستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي من أنجح أنظمة التعليم في حال عُرِفَت كيفية استخدامه وتوظيفه الإيجابي في التعليم، فيساعد على إنجازات يرغب بها المعلم خلال وقت قليل جداً، ويجعل مهامه المُلقاة على عاتقه أيسر.
من الآثار الإيجابية لمستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي:
- يساعد الطالب على الاعتماد على ذاته من خلال استخدام خوارزميات محددة تتيح له ممارسة تمرينات التعلم الشخصية، كما تساعده على تنمية التواصل الفعَّال، فهو قادرٌ على جعل التعليم ممتعاً جذاباً في وقت واحد.
- يمكن من خلال الذكاء الاصطناعي توجيه المعلِّمين لاستخدام طرائقَ أكثر فاعليةً في إعطاء المنهاج المحدد من خلال أدواته، وهذا ما يجعل الطالب في تحفيزٍ مستمرٍ ويزيد على مشاركته، فيتجلَّى هدف الذكاء الاصطناعي في التعليم في تحسين أهدافه.
- يمكن أن يقلِّل استخدام الذكاء الاصطناعي من التكلفة خلال عملية التعليم، فهو قادر على أتمتة العديد من المهام ليقوم بها وحده، كإدارة بيانات المدرسة ومتابعة درجات الطلاب، وهذا ما يجعل ميزانية المؤسسة التعليمية معتدلة.
- إنَّ الذكاء الاصطناعي قادر على تقييم الطلاب وتقديم المساعدة للرفع من أدائهم؛ وذلك من خلال الملاحظات المُقدَّمة والمُعرَّفة من خلاله في أي المجالات التي يجب أن ينمي الطالب نفسه فيها.
- الذكاء الاصطناعي قادر على تقديم تقارير للمعلِّمين خاصة بنتائج الطلاب ومعرفة أنماط سلوكهم من خلال تحليل بياناتهم، كما أنَّه قادرٌ على التنبؤ بمستقبل أداء كل طالب، وتقديم حلول للتَّحسين من الاستراتيجيات المتبعة، ومعرفة من هم الطلاب المُعرَّضون للخطر التعليمي بالمستقبل.
الآثار السلبية لمستقبل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي:
على الرَّغم من أهمية الذكاء الاصطناعي في التعليم بسبب توفيره أدوات مريحة للمعلمين تتيح لهم اتباع نظام تعليمي مريح للطلاب، لكنَّه في بعض الأحيان يشكِّل آثاراً سلبيَّةً في سير العملية، ومن هذه الآثار:
- الاعتماد الكامل على التكنولوجيا من خلال إهمال الطرائقَ المتَّبعة عادة، والتي تنمي الفِكْرَ والمواهب، فهي تساعد على اكتساب مهارات تعلُّم حلِّ المشكلات وكيفيَّة التعامل مع الضغوطات، وخلال التعامل – على الأمد الطويل – بالذكاء الاصطناعي يفقد المعلِّم والطالب معاً لأهمية طرائق التعلم، ليصبح التعليم فقط عن طريق التلقين دون وجود طرائق التحفيز.
- الذكاء الاصطناعي غير قادر على تكوين منهاجٍ شاملٍ لمعايير التعليم والتي يجب أن تتوافق مع احتياجات الطالب، فمن خلال التعامل بالذكاء الاصطناعي يفقد الطالب النهج الذي لا يمكن أن يقدِّمه إلَّا المدرِّس.
- يصبح في بعض الأحيان الذكاء الاصطناعي عبئاً على المعلم والإدارة، فهو يحتاج إلى ميزانية مخصَّصة للقدرة على استخدام أدواته وتطبيقاته، إضافة إلى أنَّ كلفةَ التطبيقِ الشامل باهظةُ الثمن في هذا الوقت، وهذا يجعل المدرِّس غير قادر على استخدام تقنياته التي يمكن أن تكون ناجحة في بعض الأحيان.
- يهدد مكان المعلم وشاغره، فالتقدُّم في الذكاء الاصطناعي يساعد على الاكتفاء في وظائف محدَّدة في عملية التعليم، وهذا ما يزيد من البطالة مقابل الزيادة في الإنتاجية.
مشكلات الذكاء الاصطناعي في المستقبل:
مع ازدياد عصر السرعة في زمننا هذا أصبح الذكاء الاصطناعي جزءاً أساسيَّاً في يوم الفرد وخاصةً في عملية التعليم، فيمكن أن يسبِّب مشكلات في مستقبل التعليم دون الانتباه إلى العواقب التي تزيد مع زيادة تطويره، ومن هذه المشكلات:
- إنَّ السرعة في تلبية الذكاء الاصطناعي للبلاد التي تسعى إلى التطوير السريع، هي المشكلة الأساسية، فهي تُعدُّ مَحطَّ استغلال للمخترِقين بسبب عدم الاكتفاء بأخذ تدابير السلامة اللازمة، وهذا ما يزيد من عملية إنشاء أنظمة ذكاء لها عواقب غير حميدة.
- القدرة على اتخاذ قرارات حاسمة تهدِّد إلغاء أيَّ تدخُّلٍ بشريٍّ، فهنا يصبح التحكمُ به صعباً جداً، فتُتَّخذ القرارات بناءً على البيانات الموجودة فيه، وكلَّما تطوَّرت أدوات الذكاء تطوَّرت أهدافها التي لا توافق أهداف البشرية، ومن الممكن أن تسوء عملية التعليم في حال اتِّباع عددٍ منها.
- سوء استخدام أدواته، خاصة مع وجود أنظمةٍ فيه قادرة على تعريف الوجوه ومراقبتها، وهذا ما يؤدي إلى فقدان الخصوصية وانتهاك لحقوقهم، والذي بدوره يؤدي إلى القمع في بعض الأحيان.
- زيادة معدَّل البطالة من خلال اضطراب العمل وفقدان الوظائف، بسبب قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي على تلبية ما يحتاج المرء من أعمال دون الحاجة إلى تدخُّل الأفراد، وهذا ما يؤثِّر في اقتصاد البلاد بسبب احتلاله لعدد كبير من الوظائف.
في الختام:
لقد ذكرنا في هذا المقال مستقبَل التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن من خلاله نجاح المنظومة التعليمية، إضافة إلى إيجابيَّاته وسلبيَّاته، والمشكلات التي يمكن أن تواجه الأفراد بسببه.
اكتشاف المزيد من مباشر التقنية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.