كما أنَّ تحليل الصور هام جداً للتحذير من المخاطر والتنبؤ بها قبل وقوعها، كما يفيد في تحليل الصور الفضائية وتحديد الأماكن المأهولة والأماكن غير المأهولة وتحديد المواقع الجغرافية والتضاريس الموجودة في كل موقع.
إضافة إلى أهمية تحليل الصور والتعرف إلى الأنماط في السيارات ذاتية القيادة، فبواسطة هذه التقنية يمكن التعرف إلى الطريق والأشياء الموجودة في الخارج، والتعرف إلى المستخدم للتأكد من هويته أو ملاحظة الأشياء الغريبة أو الحالات التي يمر بها الراكب لاتخاذ الإجراءات المناسبة بالوقت المناسب.
نظراً لأهمية هذا المجال؛ سنتحدث في مقالنا الحالي عن أهم التطورات والتحسينات التي حققها الذكاء الاصطناعي في مجال تحليل الصور والتعرف إلى الأنماط.
تحسينات الذكاء الاصطناعي في مجال تحليل الصور والتعرف إلى الأنماط:
ساهمت تحسينات الذكاء الاصطناعي في مجال الصور والتعرف إلى الأنماط كغيرها من المجالات التي حقق الذكاء الاصطناعي فيها تحسينات في تقدُّم كثير من المجالات، وفيما يأتي دور وتطورات الذكاء الاصطناعي في مجال تحليل الصور والتعرف إلى الأنماط:
1. تحسين دقة تحليل الصور:
ساهم الذكاء الاصطناعي في تحسين دقة تحليل الصور بالاعتماد على عدة طرائق، وأهمها ما يأتي:
1. التعلم العميق:
الذي يعتمد على تدريب الحواسيب على الأنماط والمعالم التي توجد في الوجوه تلقائياً لتحسين دقة الصور تحسيناً كبيراً.
2. الشبكات العصبية الاصطناعية:
أيضاً تُستخدَم في تحديد المعالم التي توجد في الصور والأنماط المختلفة.
3. استخدام الحوسبة السحابية:
التي تساعد على تحسين دقة تحليل الصور، فتُخزَّن الصور على السحابة، وتُستخدَم قوة المعالجة العالية في الحوسبة السحابية لتُحلَّل الصور بسرعة ودقة أكبر أيضاً.
4. تحليل الصور ثلاثية الأبعاد:
يمكن استخدام هذه التقنية في تحديد الأشياء والأشخاص والمواقع بدقة كبيرة، فرؤية الأشياء بشكل ثلاثي الأبعاد تجعل تحليلها أفضل بكثير.
2. التعرف إلى الوجوه:
لقد حقق الذكاء الاصطناعي تطوراً كبيراً في مجال التعرف إلى الوجوه وتحسين الدقة بشكل كبير بالاعتماد على عدة تقنيات أهمها:
- التعلم العميق: تحدَّثنا عنه سابقاً.
- الشبكات العصبية الاصطناعية.
- تحليل الوجوه ثلاثي الأبعاد: والذي يعمل على رؤية المعالم الموجودة في الوجه بشكل ثلاثي الأبعاد، وهذا يساعد على زيادة دقة التعرف إلى الوجوه بشكل كبير.
- تحليل العيون: تحتوي العيون على كثير من الملامح الفريدة التي تميز كل إنسان عن غيره، والتعرف بدقة إلى العيون يعد من الأمور الكفيلة بمساعدتك للتعرف إلى الوجه بسرعة كبيرة وبدقة أكبر.
- استخدام تقنيات التحقق من الهوية: هي من التقنيات التي تساعد على حفظ الأمن والأمان، فيُتعرَّف إلى وجوه الأشخاص للتأكد من أنَّ دخولهم إلى المكان المحمي بواسطة هذه التقنيات مسموح، وفي حال حدوث مشكلة ما يمكن معرفة الشخص المسبب؛ لأنَّ الأشخاص الموجودين في المكان محددون سابقاً.
3. التصنيف الدقيق للصور:
حسَّن الذكاء الاصطناعي من تصنيف الصور، فجعل العملية دقيقة أكثر من السابق؛ وذلك بالاعتماد على عدة طرائق وتقنيات، وأهمها ما يأتي:
ساهم ذلك في تحسين عدة أمور، وأهمها الآتية:
1. تحسين تصنيف الصور:
فقد أصبحت دقة تحديد الأشخاص والمواقع عالية، ومن ثم التصنيف دقيق جداً.
2. تصنيف الصور المتشابهة:
بالاعتماد على التقنيات سابقة الذكر أصبح تحليل الصور دقيقاً، ومن ثم إمكانية التمييز بين الصور المتشابهة عالية جداً.
3. تصنيف الصور الطبية:
تصنيف الصور الطبية الشعاعية وغير الشعاعية هام جداً لتُشخَّص بأفضل شكل، وبفضل التحليل الدقيق للصور أصبح تصنيف الصور الطبية أسهل من السابق.
4. السيارات ذاتية القيادة:
السيارات ذاتية القيادة من المجالات التي يؤدي فيها تحليل الصور بواسطة الذكاء الاصطناعي دوراً هاماً، فتُحلَّل كافة الصور التي تلتقطها الكاميرات الموجودة في السيارة، ومن ثم تُخزَّن في الذاكرة المؤقتة للسيارة، ليقوم الذكاء الاصطناعي بتحليلها واستخراج المعلومات المفيدة الموجودة في الصور الملتقطة، ويتم ذلك بالاعتماد على عدة تقنيات، وأهمها ما يأتي:
- التعلم العميق.
- الشبكات العصبية الاصطناعية.
- التصنيف الذاتي للصور: بحيث يقوم الذكاء الاصطناعي تلقائياً وذاتياً بتصنيف الصور التي تلتقطها الكاميرات الموجودة في السيارة ذاتية القيادة.
- تحديد الأشياء المتحركة: يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل الصور التي تلتقطها الكاميرات للأشياء الموجودة إلى جوار السيارة وأمامها ليُغيَّر مسار السيارة في حال وجود عائق متحرك بالقرب منها.
- الاستشعار عن بعد: أيضاً بواسطة تقنيات الاستشعار عن بعد تُحدَّد الأشياء الموجودة إلى جوار السيارة وفي طريقها، وتُحلَّل وتُصنَّف لتحديد وجود الأخطار ولاتخاذ القرارات المناسبة قبل وقوعها.
- التحكم في القيادة: كل ما سبق يساهم في تحديد مسار السيارة وتحديد الطريق الأفضل لها، ويحميها من الوقوع في الحوادث أو غير ذلك من الأخطار؛ لذلك تعد تقنية تحليل الصور هامة في التحكم بقيادة السيارة ذاتية القيادة.
5. التصوير الطبي:
أيضاً هو مجال يساهم تطور الذكاء الاصطناعي بتحسينه وتطويره لتطوير الرعاية الصحية؛ وذلك بالاعتماد على تقنياته التي تحدَّثنا عنها سابقاً، وأهمها التعلم العميق والشبكات العصبية الاصطناعية، فأدى ذلك إلى تطور ملحوظ في عدة جوانب، وأبرزها ما يأتي:
التصنيف الذاتي للصور: بحيث تُحوَّل الصور الطبية التي حُلِّلَت بواسطة الذكاء الاصطناعي إلى القسم المناسب، ليقوم الأطباء المختصون بالتشخيص، وهذا يجعل عملية التشخيص أسرع من السابق.
1. دعم القرار الطبي:
يساهم الذكاء الاصطناعي إلى درجة كبيرة في تحديد المرض أو الحالة الصحية للمريض بعد تحليل الصور، كما يساهم في وضع الخطة العلاجية الأمثل للمريض، وهذا يجعل عمل الطبيب أسهل.
2. التعرف إلى الأنماط:
يمكن بواسطة الذكاء الاصطناعي اكتشاف التغيرات الموجودة في الصور عن الوضع الطبيعي، ومن ثم يمكن تحديد العلامات الحيوية والأعراض التي ترتبط بأمراض معينة.
3. التشخيص المبكر:
تؤدي قدرة الذكاء الاصطناعي على اكتشاف المتغيرات التي تحدثنا عنها سابقاً دوراً هاماً في تحديد المرض بشكل مبكر كثيراً، وهذا يجعل العلاج أسهل واحتمال الشفاء أكبر.
4. التصوير بالأشعة السينية:
أيضاً بإمكان الذكاء الاصطناعي الاعتماد على تقنية التعلم العميق في تحليل الصور السينية، وخاصة في حالات الكسور والأورام والإصابات الناتجة عن حوادث مفاجئة، ومن ثم التشخيص الطبي أدق وخطة العلاج مناسبة أكثر.
6. الفنون:
يعتمد هذا المجال اعتماداً كبيراً على تحليل الصور والتعرف إلى الأنماط، والذكاء الاصطناعي بدوره ساهم في تحسين دقة التحليل من خلال ما يأتي:
1. التصنيف الذاتي للصور:
يمكن للذكاء الاصطناعي تصنيف الصور الفنية وتحديد المعالم والأشياء المميزة التي تتضمنها الصورة بدقة عالية، ومن ثم يمكن من خلال هذه التقنية معرفة المنتج للصورة أو المصدر الأصلي لها.
2. الاستكشاف والتحليل:
يستطيع الذكاء الاصطناعي بواسطة تقنية تحليل الصور بدقة أن يحدد تفاصيلها من خطوط وأشكال وظلال وألوان بدقة.
3. الفحص الدقيق:
يستطيع الذكاء الاصطناعي تحليل الصور الفنية بدقة عالية، ومن ثم يتأكد من نزاهة العمل الفني، ويساعد على معرفة إن كانت الصورة الفنية أصلية أم مزيفة.
4. التعرف إلى الفنون والمدارس:
يمكن للذكاء الاصطناعي التعرف إلى الصورة الفنية بدقة مهما كانت الاختلافات التي توجد فيها، ومن ثم يمكنه التعرف إلى أي فئة أو مدرسة فنية تنتمي لها الصورة.
5. تقدير قيمة الصورة:
كل ما سبق من تحسينات في تحليل الصور يقدمها الذكاء الاصطناعي إلى مجال الفنون تساهم في تقدير القيمة الحقيقية للصورة الفنية، ومن ثم يمكن بواسطته تحديد سعر اللوحة الفنية عند الرغبة في بيعها.
في حال وجود تشوهات بسيطة في الصور الفنية كالتشوهات الناتجة عن وجود ضوء غير مناسب في أثناء التقاط الصورة، فيمكن للذكاء الاصطناعي استخدام تقنياته في تحسين جودة الصورة وتصفيتها لتُحلَّل بدقة، أما إن كانت التشوهات الموجودة في الصورة كبيرة فقد يواجه الذكاء الاصطناعي صعوبة كبيرة في تحليلها، ويحتاج غالباً إلى الاعتماد على تقنيات تعديل الصور وتصحيح الأخطاء، والتي تحتاج غالباً إلى تدخُّل الإنسان لتكون النتائج بأفضل شكل.
في الختام:
لا يعد الذكاء الاصطناعي في مجال تحليل الصور والتعرف إلى الأنماط خطراً كما يعتقد بعض الأشخاص لأنَّه قد يحل محل الإنسان، فعلى العكس تماماً فهو مفيد له؛ لأنَّه يساهم في تحليل الصور بدقة أكبر مما يساهم في تحسين كثير من المجالات والجوانب؛ فيساهم في تحسين دقة تحليل الصور بالاعتماد على عدة طرائق أهمها التعلم العميق واستخدام الشبكات العصبية الاصطناعية والحوسبة السحابية وتحليل الصور ثلاثية الأبعاد، وهذا ساهم في التعرف إلى الوجوه بدقة عالية ليتمكن الذكاء الاصطناعي من حفظ الأمن في المناطق المحمية، ويتحقق من هوية الأشخاص الموجودة فيها.
يؤدي تحليل الصور بدقة في مجال السيارات ذاتية القيادة دوراً هاماً بمساعدة الذكاء الاصطناعي، فيتمكن بواسطة تقنياته من التعرف إلى الأشياء الموجودة في طريق السيارة سواء المتحركة أم غير المتحركة، ويصنفها تصنيفاً دقيقاً ليتخذ القرار المناسب فيما يتعلق بتحديد مسار السيارة، وأيضاً حقق الذكاء الاصطناعي تقدماً كبيراً في مجال تحليل الصور الطبية، وهذا سهل تشخيصها وتحديد خطة العلاج المناسبة للمرض.
اكتشاف المزيد من مباشر التقنية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.